سورة الإخلاص: مفتاح التوحيد وفهم أسماء الله الحسنى

مقدمة:

سورة الإخلاص، هي إحدى سور القرآن الكريم القصيرة التي تتكون من أربع آيات فقط. على الرغم من قصرها، إلا أنها تُعدّ من أهمّ سور القرآن الكريم، حيث تُلخّص عقيدة التوحيد وتُؤكّد على وحدانية الله وصفاته.

محتوى السورة:

تبدأ السورة بفعل الأمر “قل” الذي يُوجّه النبيّ صلى الله عليه وسلم لِتَبيين حقيقة الله تعالى للناس. ثمّ تُعرّف السورة الله تعالى بأربعة أسماء:

• الله: وهو الاسم الأعظم الذي يشمل جميع صفات الكمال.
• أحد: أي لا شريك له في الألوهية ولا مثيل له.
• الصمد: أي الغنيّ الذي لا يفتقر إلى أحد.
• لم يلد ولم يولد: أي لم يكن له أب أو ابن.
• ولم يكن له كفؤًا أحد: أي لا يوجد أحد مثله في صفاته أو أفعاله.

فضل سورة الإخلاص:

وردت أحاديث تدلّ على فضل سورة الإخلاص، ومن ذلك:

• عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: كيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن” أخرجه مسلم في صحيحه.
• عن ‌عائشة رضي الله عنها “أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ {قل هو الله أحد} فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك. فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرُوهُ ‌أَنَّ ‌اللهَ ‌يُحِبُّهُ”. أخرجه البُجاري ومسلم في صحيحيهما.

فوائد سورة الإخلاص:

• تُعلّم عقيدة التوحيد: وهي أساس الدين الإسلامي.
• تُؤكّد على وحدانية الله وصفاته: وتُنفي عنه كلّ ما لا يليق به.
• تُحفظ من الشرك: وهو أعظم الذنوب.
• تُطمئن النفس وتُدخل السرور على القلب: لأنّها تُؤكّد على أنّ الله تعالى هو الغنيّ الذي لا يفتقر إلى أحد، وأنّه القادر على كلّ شيء.

خاتمة:

سورة الإخلاص هي جوهرة من جواهر القرآن الكريم، تُعلّم عقيدة التوحيد وتُؤكّد على وحدانية الله وصفاته. ينبغي على كلّ مسلم أن يحفظ هذه السورة ويُكرّرها في صلاته ودعائه، لِيَنال فضلها ويُحَصّن نفسه من الشرك.